أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، عن توصل الهند وباكستان إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بشكل فوري، وذلك بعد سلسلة من المحادثات المكثفة التي قادتها الولايات المتحدة لتهدئة التوترات بين البلدين النوويين.
تصاعد التوترات ومسار المحادثات
يأتي هذا الاتفاق بعد أسابيع من التصعيد العسكري بين الهند وباكستان، خاصة في إقليم كشمير المتنازع عليه، حيث شهدت المنطقة ضربات صاروخية متبادلة وغارات جوية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وكانت الأزمة قد بدأت بهجوم دموي استهدف سائحين هندوس في منطقة بَهَلْغَام في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، مما دفع نيودلهي إلى اتهام جماعات مسلحة مقرها باكستان بتنفيذ الهجوم، وردت الهند بضربات على أهداف داخل الأراضي الباكستانية. ورداً على ذلك، شنت باكستان عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت مواقع هندية.
تفاصيل الاتفاق وردود الفعل
أكد ترامب في تصريح عبر منصته “تروث سوشال” أن الاتفاق يدخل حيز التنفيذ فورًا، واصفًا الاتفاق بـ”الخطوة الحكيمة” التي تجنب المنطقة كارثة عسكرية.
من جانبه، رحب وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار بالاتفاق، مشيرًا إلى أن بلاده سعت منذ البداية للحفاظ على السلام الإقليمي دون المساس بسيادتها. ولم يصدر عن الحكومة الهندية بيان رسمي حتى الآن، إلا أن مصادر حكومية أفادت باستعداد نيودلهي للالتزام بالاتفاق شريطة التزام الطرف الآخر.
ترحيب دولي ودعوات للحوار
تلقت خطوة وقف إطلاق النار ترحيبًا دوليًا واسعًا، حيث دعت الدول الأعضاء في مجموعة السبع إلى “خفض التصعيد الفوري” والدخول في حوار دائم لضمان استقرار الأوضاع. كما أعربت الصين والمملكة العربية السعودية عن استعدادهما لتسهيل المحادثات المستقبلية.
خطوات مقبلة لتعزيز السلام
أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الهند وباكستان ستجريان محادثات في موقع محايد لمناقشة مجموعة من القضايا العالقة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة وبناء الثقة المتبادلة.
مخاوف وتحديات
رغم الاتفاق، لا تزال التحديات قائمة، إذ يتخوف المراقبون من احتمال انهيار وقف إطلاق النار في حال استمرار الاتهامات المتبادلة بين الجانبين، خاصة في ظل التوترات العميقة في إقليم كشمير.
يعتبر هذا الاتفاق إنجازًا دبلوماسيًا لواشنطن، لكنه يبقى اختبارًا حقيقيًا لقدرة البلدين على الالتزام بالسلام. ويبقى المجتمع الدولي مترقبًا لمدى جدية الهند وباكستان في احترام الاتفاق والسير قدمًا نحو حل النزاعات العالقة بشكل سلمي.