آخر الأخبار

كيف تتقن قراءة اللغة العربية

هدف هذا المقال التركيز على فئة الجيل العربي المتواجد في الدول الغير عربية أي المجتمعات الغير ناطقة باللغة العربية والتي لا تدين بالإسلام على وجه الخصوص، وفي معظمهم إن لم نقل أغلبهم يعانون من عدم القدرة على إتقان لغتهم العربية الأم كتابة أو قراءة أو محادثة، فالخطوة الأولى تعتمد بشكل أساسي على البيت، فعلى عاتق الآباء والأمهات ممن يجيدون العربية متابعة أبنائهم ممن اندمجوا في الحياة الغربية والشروع في تعليمهم كيف يقرؤون باللغة العربية، حيث واجهت لغتهم حالة من التشويه أو النسيان الكلي، فلو خصص أولئك الآباء والأمهات من وقتهم ساعة أو حتى نصف ساعة لقراءة كتاب مفيد لأبنائهم، أو حتى رواية قصة باللغة العربية على ألسنتهم قبيل النوم أو وقت إجازاتهم أو في عطلتهم على مسامع أبنائهم، بصورة منتظمة سيرون نتائج مذهلة من تمكن أبنائهم من استعادة لغتهم والبدء بالتحدث بها وتهجئة أحرفها، قد يستغرق وقتاً فعلى أولياء الأمور التحلي بالصبر وعدم الشعور بالضجر، لكن بالصبر والمواظبة سيكون لها الأثر البالغ وسيجنون ثمارها فيما بعد.

الخطوة الثانية تكمن في البحث عن قنوات تلفزيونية ناطقة باللغة العربية، لو نصف ساعة إلى ساعة يومياً كفيلة لإعطاء الطفل الجرعة اللازمة من تعلم لغته العربية الأصلية، هو نوع من التدريب السماعي للإنصات الجيد لكيفية نطق الحروف العربية بالطريقة الصحيحة، وهنا قد يقول قائل فيما لو كان الوالدين أيضاً لا يتحدثون اللغة العربية أي تأثرت لغتهم العربية فلم يعودوا يتقنونها بشكل سليم، نقول هنا أنه لا يوجد اختلاف كبير ولا يغير من اتباع ذات الخطوات لاستفادة مزدوجة، اللهم خطوة قراءة القصص للأطفال قبل النوم، يمكن الاستعاضة عنها بالاستماع إلى القصص العربية من الشبكة العنكبوتية، أو طلب المساعدة من معلم للغة العربية إما في مراكز تواصل الجاليات العربية حيث يقيم الوالدين، أو بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي هناك دروس يقدمها ذوو الخبرة والمهارة من المعلمين والمعلمات العرب وسيجدان الكثير منها.

إن الدروس السماعية من الأهمية بمكان لتطوير لغة الفرد، كالاستماع المتأني لبرامج ثقافية ناطقة باللغة العربية. ولتعزيز تعلم قراءة اللغة العربية، استخدام الراديو خيارا مفيداً سواءا في المنزل أم الراديو المتوفر في المركبة أم عن طريق الهاتف المحمول، يتم ضبط الراديو أو الهاتف المحمول على الموجة التي تبث برامج ناطقة بالعربية و تعج بها قنوات الراديو بالأخص التي تبث من المنطقة العربية، فالاستماع من أهم التمارين بل الجوهرية التي تشكل لبنة أساسية ومهمة لتطوير اللغة العربية لغير الناطقين بها، مقصدنا المجتمعات العربية والإسلامية الذين يعيشون في بلاد لا تعتمد اللغة العربية كلغة أم.

أما الخطوة التالية فهي تنطوي على الاطلاع على الكتب والقصص العربية الهادفة، ونشدد هنا على الهادف منها فغايتنا ليس فقط تعلم قراءة اللغة العربية، قدر انسجامها مع الفطرة السليمة وتهذيب الخلق وترسيخ القيم والمبادئ الإسلامية السمحاء، فلا فائدة من تعلم لغة يسقط معها الأخلاق والذوق العام والأدب.

إن الاندماج مع الجالية العربية خطوة بالغة الأهمية، للتعود والتأقلم مع العادات والتقاليد والأعراف العربية الأصيلة، وتعلم اللغة العربية من أهلها بالاحتكاك مع ناطقيها، حتى لو لم يفهم الحديث مع مرور الوقت والانتظام في التواصل، يسهم بلا شك على كسر حاجز الخوف، أو الشعور بالحرج من المبادرة في التحدث، فالتواصل الاجتماعي جزء مهم بل مدماك لا يمكن إغفال دوره الحيوي بالدفع باتجاه تشكيل بنك من المفردات يستفيد منها المتعلم في مقبل الأيام.

وسنضيف خطوة السفر إلى الموطن، يساعد بشكل كبير على تعلم اللغة العربية والتحدث بها بكل جراءة ومحاربة نسيانها، وهي إضافة لما سبق هي تدعيم قوي و مثمر للغة الفرد العربية، ولا يخلو بالطبع من جلب منافع جمة للمتعلم، أولها الحفاظ على العادات والتقاليد والأعراف العربية الموروثة وحماية الأبناء من الانجرار وراء المفاهيم الدخيلة التي لا تمت للمجتمعات العربية بصلة، وتسلخ الإنسان العربي عن هويته العربية الجميلة، و تزيد من الوعي بعدم الانبهار برؤى غريبة قد تشكك أجيالنا بحاضرها و ماضيها ومستقبلها.

 

وإذا أردنا أن نلخص خطوات تعلم قراءة اللغة العربية نوجزها بالنقاط الآتية:

١- مواظبة أولياء الأمور على قراءة القصص والحكايات النافعة للأبناء بصورة يومية وبانتظام، وننصح أن يكون الوقت في المساء و الأفضل في الساعة العاشرة مساءً.

٢- الاستماع ثم الاستماع ثم الاستماع إلى قنوات تلفزيونية ناطقة بالعربية، وإلى برامج إذاعية عبر الأثير.

٣- الاختيار الفطن للمحتوى المزمع أن يستمع إليه الطفل، من الأهمية بمكان لربط تعلم اللغة العربية (قراءة/محادثة/كتابة) بالأخلاق الحميدة وفضائل الأعمال.

٤- الإتصال و التواصل الاجتماعي مع الجاليات العربية بصورة فعالة.

٥- السفر إلى الموطن يفتح آفاق واسعة و جديدة أمام الجيل العربي القادم، حيث يبني جسراً نحو التمسك بتراثه العربي المجيد.

خوله كامل الكردي.