واشنطن – عرب كندا نيوز
أفادت مصادر مطلعة في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يدرس حاليًا إمكانية تعليق مؤقت للرسوم الجمركية التي فرضتها إدارته مؤخرًا على صادرات السيارات إلى كندا، في ظل تصاعد الضغط الدولي والمخاوف من اضطرابات اقتصادية أوسع.
وبحسب تقرير لشبكة CTV News، فإن هذه الخطوة قيد الدراسة تأتي بعد أيام من دخول الرسوم الأميركية على السيارات وقطع الغيار الكندية حيّز التنفيذ، وهو ما أثار توترًا في العلاقات الاقتصادية الثنائية وأدى إلى تذبذب في أسواق المال الإقليمية والدولية.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن البيت الأبيض يبحث تعليقًا محتملاً لمدة 90 يومًا للرسوم المفروضة، على أن يتم ذلك ضمن شروط تفاوضية تشمل التزام كندا بعدم اتخاذ إجراءات جمركية انتقامية خلال فترة التعليق، وبدء حوار تجاري مباشر لمعالجة القضايا العالقة في قطاع السيارات.
وتمثل صادرات السيارات الأميركية إلى كندا أحد أعمدة التبادل التجاري بين البلدين، حيث تتجاوز قيمتها 20 مليار دولار سنويًا، وتشكل جزءًا حيويًا من سلاسل التوريد العابرة للحدود التي تعتمد عليها مصانع التجميع والتوريد في كل من أونتاريو وميشيغن وولايات أخرى.
في السياق ذاته، حذر اقتصاديون ومسؤولون في غرف التجارة الأميركية من أن استمرار الرسوم قد يؤدي إلى تباطؤ الإنتاج في مصانع السيارات وتفاقم أزمة التضخم، في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأميركي والعالمي تقلبات كبيرة بفعل التصعيدات الجمركية مع الصين وأوروبا.
من جهتها، لم تُصدر الحكومة الكندية بعد موقفًا رسميًا من احتمال التعليق، إلا أن رئيس الوزراء مارك كارني رحّب سابقًا بأي خطوات تُعيد الاستقرار إلى المنظومة التجارية بين البلدين، معتبرًا أن “التعقل والحوار هما السبيل الوحيد لحماية الوظائف والنمو الاقتصادي في أميركا الشمالية”.
ويأتي هذا التطور بينما يواصل ترمب الترويج لما وصفه بـ”استقلال اقتصادي أميركي جديد”، عبر فرض تعريفات جمركية مشددة على عدد من الدول الحليفة والخصوم على حد سواء، في سياسة تجارية أثارت انقسامًا واسعًا في الداخل الأميركي وقلقًا متزايدًا في العواصم العالمية.