شيطنة الآخر …. السلاح القبيح والرخيص للأقزام والمنافقين

قبل أن أبدأ بالإسترسال حول هذه الفكرة لابد من إطلاق هذا التحذير لكل شخص اضطرّته الظروف والآمال والأحلام ليصبح من فئة المهاجرين أو اللاجئين حتى يتحث هؤلاء من شياطين المهجر الذين يعتمدون البغاء الفكري والسلوكي نهجاً لتحقيق مصالحهم او مصالح توجهاتهم او تنفيذ ما يصدر اليهم من توجيهات مشبوهة وقذرة.

لذلك نقول لهم بوضوح لا تغيبوا عقولكم ولا ترهنوا انفسكم واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان وحددوا بوصلتكم بما يتلائم مع قدراتكم الإنسانية والمهنية وليس بما يحاول ان يرسمه لكم الآخرين ممن سبقوكم ان لم يكن يتماهى او يتفق مع إيمانكم وآمالكم وتطلعاتكم.  

لذلك ونحن في عالم متغير ومليء بالصراعات على مستوى الأفراد والمجتمعات والكيانات والدول، يظهر أسلوب شيطنة الآخر كوسيلة يلجأ إليها البعض لإقصاء الخصوم وتشويه صورتهم أمام الآخرين لابد لنا من التيقن مما يحاول البعض إنس وجن وشياطين من الفشلة والمشبوهين تمريره لنا حسب أوهامهم وقذارة فكرهم ونفوسهم.

إن شيطنة الآخر ما هي إلا أداة رخيصة ومشبوهة لا أخلاقية تستخدمها النفوس الضعيفة، ممن يعجزون عن مقارعة الأفكار بالحجة والمنطق، فيلجؤون إلى أساليب قذرة تخدم مصالحهم الشخصية أو أجنداتهم الضيقة.

ما هي شيطنة الآخر؟

شيطنة الآخر تعني تصويره على أنه مصدر الشر والخطر، وتضخيم أخطائه وتشويه نواياه، بهدف عزله وضرب الثقة به ونزع الشرعية عنه أو تبرير التعدي عليه.

هذه الممارسات القذرة ليست سوى مرآة تعكس ضعف من يلجأ إليها، وهي تعبير عن خواء فكري وانحدار أخلاقي وشبهات امنية وسلوكية تقف وراء الدافع لمن يقومون بهذه الأعمال الشريرة.

من يلجأ إلى هذا السلاح؟

1. الأقزام الفكريون: الذين لا يملكون قدرة على مقارعة الحجة بالحجة، فيعتمدون على الأكاذيب والتشويه كوسيلة للبقاء.

2. المنافقون: الذين يظهرون الود والاحترام، بينما يعملون في الخفاء على إسقاط الآخر وتشويه صورته.

3. الضعفاء سياسيًا واجتماعيًا: الذين يجدون في هذا الأسلوب وسيلة لتحقيق مكاسب قصيرة الأجل على حساب النزاهة والاحترام.

4. المرتبطون بأجندات أمنية: وهؤلاء هم الأخطر حيث انهم يظهرون كالنعامة ولديهم امكانيات هائلة ومن خلال ذلك يبدأون ببث سمومهم حسب التوجيهات القذرة التي يتلقونها بهدف اغتيال شخصية من خلال شيطنتها وكثيرون هم ضحايا هذه الأفعال الشريرة الشيطانيّة التي يقوم بها أفراد من معدومي الضمير وفاقدي المشاعر الإنسانية ولا تردعهم اي ضوابط دينية او عقائدية او ثقافية او وطنية.

آثار شيطنة الآخر

• تفكك المجتمع: يؤدي هذا الأسلوب إلى تعزيز الانقسامات وزرع بذور الانشقاق والكراهية وتعميق عدم الثقة بين الناس وذلك لحساب هدف اضعاف المجتمع وضمان تفككه.

قتل الحوار البناء: تحل الإشاعات والمغالطات محل النقاش الموضوعي، مما يمنع الوصول إلى حلول مشتركة ترتقي بالفرد والمجتمع وتغرقهم جميعاً في وحل الفرقة والتشرذم.

خلق بيئة عدائية: يعزز الخوف والعداء بين الأفراد بدون سبب واضح ولا دعٍ لذلك بدلاً من التعاون والتفاهم.

لماذا يُعتبر هذا السلاح رخيصًا؟

لأن من يلجأ إليه يتنازل عن قيم الأخلاق والشفافية، ويعتمد على استغلال العواطف والتلاعب بالحقائق لتحقيق أهدافه الخبيثة. إنه سلاح من لا يملك شيئًا ليقدمه سوى الكراهية والخداع والتظليل والشعور بالدونية.

كيف نواجه هذا الأسلوب؟

1. التوعية: نشر ثقافة التحقق من المعلومات وعدم الانسياق وراء الإشاعات.

2. تعزيز الحوار: مواجهة الكراهية بالفكر والحجة، ودحض الأكاذيب بالنقاش المنطقي.

3. التمسك بالقيم الأخلاقية: رفض الممارسات غير النزيهة وتقديم نموذج إيجابي يحتذى به.

الخاتمة

شيطنة الآخر ليست سوى سلاح الضعفاء والمنافقين والمشبوهين والساقطين أمنياً وأخلاقياً، وسلوك يُظهر عجز من يمارسه عن التنافس بشرف أو تحقيق النجاح بطرق نزيهة.

إنها دعوة لتوحيد الجهود لمواجهة هذه الظاهرة والتأكيد على أن الاحترام المتبادل والحوار هما السبيل الوحيد لبناء مجتمعات صحية ومستقرة بدلاً من تغييب الوعي واللهاث وراء حفنة من المشبوهين المكلفين بضرب البنية المجتمعية وتحطيم الكفاءات واستهداف الشرفاء وتحييد المفكرين حتى تخلو الساحة لأمثال هذه الطحالب من المعدومين فكرياً وأخلاقياً وسلوكياً.