سوريا تأمل أن يخفف الإتفاق الإيراني السعودي من التوتر الإقليمي

رحبت سوريا يوم السبت بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والسعودية لإعادة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما قائلة إنه سيؤدي إلى مزيد من الاستقرار في المنطقة.

هذا و كانت إيران الداعم الرئيسي لحكومة الرئيس بشار الأسد ، بينما تدعم السعودية مقاتلي المعارضة الذين يحاولون إزاحته من السلطة.

و اتفقت إيران والسعودية يوم الجمعة على إعادة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما بعد سبع سنوات من التوتر.و الاختراق الدبلوماسي الكبير الذي تم التفاوض عليه مع الصين يقلل من احتمالية نشوب نزاع مسلح بين الخصمين الإقليميين ، سواء بشكل مباشر أو في صراعات بالوكالة.

كما تم إبرام الصفقة في بكين وسط احتفالية المؤتمر الشعبي الوطني الصيني،حيث إنه يمثل انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا للصينيين اذ ترى دول الخليج العربية أن الولايات المتحدة تنسحب ببطء من الشرق الأوسط الأوسع. و يأتي في الوقت الذي يحاول فيه الدبلوماسيون إنهاء الصراع الطويل في اليمن ، والذي ترسخت فيه إيران والسعودية بعمق.

و أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية ، لكن الاتفاق مع إيران ، خصم إسرائيل اللدود ، سيعقد ذلك. كما يمكن أن يجعل إسرائيل تشعر بمزيد من العزلة إذا قررت توجيه ضربة عسكرية ضد برنامج إيران النووي مع اقترابها من مستويات الأسلحة.

ولم يتضح على الفور ما إذا كان الاتفاق بين السعودية وإيران سيساعد في إنهاء المأزق السياسي في لبنان، حيث تدار البلاد من قبل حكومة انتقالية منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في أواخر أكتوبر. وكان لبنان بلا رئيس منذ ذلك الحين وسط انقسامات عميقة في البرلمان.

كذلك قالت جماعة حزب الله القوية المدعومة من إيران في وقت سابق هذا الأسبوع إنها تدعم السياسي المسيحي سليمان فرنجية ليصبح الرئيس المقبل للبلاد لكن وردت تقارير تفيد بأن السعودية تعارض حليف الجماعة ليصبح رئيسا.

و يقع لبنان في قبضة أسوأ أزمة اقتصادية ومالية في تاريخه الحديث. إنه متجذر في عقود من الفساد وسوء الإدارة من قبل الطبقة السياسية التي كانت تدير الدولة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 6 ملايين شخص ، بما في ذلك مليون لاجئ سوري ، منذ نهاية الحرب الأهلية 1975-90.

وقالت دول من بينها دول الخليج الغنية بالنفط إنها ستساعد لبنان بعد أن تنفذ البلاد إصلاحات، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى إطلاق مليارات الدولارات في شكل استثمارات وقروض.

ايضا رحبت الخارجية السورية بالاتفاق في بيان ووصفته بأنه "خطوة مهمة ستؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".

وأضافت أن الاتفاقية ستؤدي أيضا إلى تعاون من شأنه أن "ينعكس إيجابا على المصالح المشتركة لشعبي البلدين على وجه الخصوص وشعوب المنطقة بشكل عام".

و بعد زلزال 6 فبراير الذي ضرب تركيا وسوريا ، وأسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص بما في ذلك أكثر من 6000 في سوريا ، كانت المملكة العربية السعودية واحدة من عدة دول عربية قدمت مساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا.

و اعترفت وزارة الخارجية السعودية هذا الأسبوع بأن هناك "إجماع متزايد" بين دول الخليج والدول العربية الأخرى على أن عزل دمشق لا يجدي وأن الحوار ضروري، حيث تم تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية ، وهي اتحاد للإدارات العربية ، في عام 2011 بسبب قمعها الوحشي للمتظاهرين.