"قبلك كان الانتظار عابراً" للشاعر بوطي محمد

 

 

كنت أحسب أن الخريف موسم واحد... وكنت أسمي الأشياء حين ألامسها

وكنت ابحثُ عنكِ..حين اكتشفت ضياعي

وعرفت أنني باقٍ على الارض

لا أقطع طريقا ولا أمسكه

 

قبلك ..كنت أوسَمَ فتيان الحي

بعدك هشمت المرٱة ..وكذبت على نفسي ..حين انتظرتك ولم انتظرها

 

قبلك كان الانتظار عابرا

بعدك شيّدَ عُشا على كتفي

ومرات ...كنت أعاقر الضجر في غيابك ..حتى صرنا بلون واحد

 

لا لون للسير نحوك ..سوى لون مسافة بمفترقات عدة

لا مسافة سوى زمن لا أتقن عدّهُ

لا لون للأشياء ...فكل الأشياء أبعد منك 

 

مرات وأنا أسير فيك ...

لا اهتدي للباب ...

فقط أواصل السير

 

كأن ماء العمر ..ينداح لغسل قدميك ..وكفراشة رخوة بلا قوة على الابتعاد ...

كان العمر منذورا بوحشية 

ليراق عائدا إليك

 

سأترك الباب مفتوحا

كما كان مفتوحا

وسأترك قلبي في مكانه

كما كان في مكانه

وسأخرج للسير إليك

كما أخرج للسير إليك دائما

 

يوم التقينا كنت انا

ويوم افترقنا لا أذكر أنني كنت حاضرا ...

كنت خجولا إلى حد تركهم يسحبون الأرض فأسقط بعيدا

 

وحين رحلتِ ..

لم تتركِ سوى ما يشدني بعنف إليك ..وطمأنينة مشروخة

لا زلت احتفظ بهما .