آخر الأخبار

"أنا عاشق وإني صريع" للكاتب مصطفى البلكي

الليل قصيدةُ شوق
على حوافها تنبت قوافي الوجع والحرمان
وعطشٌ لملء القنان بعسلِك..
يقولونَ بأن لحظةَ الشوق سكَن
وأنا أخبرك بأنها موتٌ على شاطئ وجودك
حينما أميل إليك فأحضنك، فتدّعين أنك غائبة 
حتى إذا ما تجرّد كلّ شيءٍ فيّ
استدرتِ وكنتِ بين ذراعيّ جمرة
ووردة وأغنيةً وبحرًا يغرقني
وأنا أرفع عنك كلّ ما يعيقُ الرؤية
لأغيبَ في متنِك..وكلّي يخبرُك 
دثّريني
من هولِ الوجع
دثّريني
من غيابٍ لا يعيدُني، ولا يُسقِط عني أوراقَ الخريف
دثريني 
ويا لَهولَ الرؤية
وقت الرضوخ لوجعي ولوجعك
ولمستقبلِ الشهد حينما يفيض
أغيبُ
وأنتحرُ في يمٍّ بعيد..
يقيمُ الناسُ لي ضريحا
عليه اسمكِ لا اسمي
رسمَك لا ملامحي
وأنت هنا لا زلتِ تعبثينَ بشعر صدري
في متنٍ قريب
في متنٍ شريد
في متنٍ يصنع على عينك
فارتفعُ من رقادي
وحولي رديمُ الضريح
جهارا أمام العيون أشمخ برائحتك
فأكونُ أنا الطريد
أنا الشريد
أنا العائدُ من غربتي لغربة الشوقِ التليد
كم أذابَ وكم أماتَ
وكم وكم
وهو كما هو بليد
إلا من جمرٍ يرسله لنا
فنموت على حوافّه
ونكون رمادًا له..
أنا وأنت ما زلنا كل واحدٍ منّا في فراشه
يحلم لعله يعود برايةِ النصر وبسيف المعز
فمن غيرُنا يا محبوبتي
يكتب على بوابة العشق
انا عاشق! وأني صريع؟