دراسة: الكوابيس المتكررة في منتصف العمر قد تكون مرتبطة بخطر الإصابة بالخرف

توصلت دراسة جديدة إلى أن البالغين في منتصف العمر الذين يعانون من كوابيس متكررة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف في وقت لاحق من حياتهم.

و تشير الدراسة التي نُشرت في مجلة The Lancet Journal يوم الأربعاء إلى أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالخرف في سنوات حياتهم الأخيرة يظهرون تدهورًا معرفيًا مقدمًا بسنوات مع علامات مثل الأحلام المزعجة.

كما قام باحثون في جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة بتحليل بيانات من ثلاث دراسات أترابية منفصلة بالولايات المتحدة تابعت 605 من الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و 64 عامًا و 2600 من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 79 عامًا أو أكثر. و اتبعت البيانات جميع المشاركين لمدة تسع سنوات في المتوسط ​​وكان جميعهم خاليين من الخرف في بداية الدراسة.

و قد طُلب من المشاركين إكمال استبيان مؤشر جودة النوم في بيتسبرغ ، والذي يقيم أنماط نوم الشخص وجودة نومه . و يغطي الاستبيان مجموعة متنوعة من عوامل النوم بما في ذلك مدة النوم واستخدام أدوية النوم والخلل أثناء النهار واضطرابات النوم.

و من البيانات التي تم جمعها ، وجد الباحثون أن المشاركين في منتصف العمر الذين عانوا من الكوابيس على أساس أسبوعي كانوا أكثر عرضة بأربعة أضعاف لتجربة التدهور المعرفي خلال العقد المقبل مقارنة بأولئك الذين لم يمروا بالكوابيس. و من بين أولئك الذين تبلغ أعمارهم 79 عامًا أو أكثر ، كان المشاركون الذين عانوا من أحلام سيئة أسبوعيًا أكثر عرضة للإصابة بالخرف. و قال الباحث الرئيسي الدكتور أبيديمي أوتايكو في بيان صحفي: "هذا مهم لأن هناك عدد قليل جدًا من مؤشرات الخطر للخرف التي يمكن تحديدها في وقت مبكر مثل منتصف العمر".

و وفقًا لجمعية الزهايمر الكندية ، فإن اضطرابات النوم شائعة جدًا للأشخاص المصابين بالخرف ، اذ  يمكن أن تتراوح مشاكل نومهم من الأرق ، والقيلولة المتكررة طوال اليوم ، والنوم طوال اليوم والبقاء مستيقظًا طوال الليل و  يمكن أن يؤدي هذا غالبًا إلى "الغروب" ، أي عندما يعاني الشخص المصاب بالخرف من ارتباك أو عدوانية شديدة في وقت متأخر من بعد الظهر أو في وقت مبكر من المساء.

و يفترض مؤلفو الدراسة أن العلاقة بين الكوابيس والتدهور المعرفي قد تكون مرتبطة بالتنكس العصبي. هذا الضرر التدريجي للخلايا العصبية ، وتحديداً في هذه الحالة ، يهاجم الجزء الأمامي الأيمن من الدماغ والذي من المفترض أن يقمع المشاعر السلبية أثناء الحالات الواعية مثل الحلم. كما  افترض الباحثون هذا لأن معظم المشاركين الذين عانوا من الكوابيس كانوا أكثر عرضة للاكتئاب أو القلق. و يقول الباحثون إنهم يهدفون إلى مزيد من التحقيق في العوامل الأخرى لأنماط الحلم التي يمكن ربطها بالخرف ، بما في ذلك تواتر الأحلام أو كيف يمكن أن تكون الأحلام حية.

و في نفس الصدد ، قال أوتايكو في مقالته: "بينما يلزم القيام بالمزيد من العمل لتأكيد هذه الروابط ، نعتقد أن الأحلام السيئة يمكن أن تكون وسيلة مفيدة لتحديد الأفراد المعرضين لخطر كبير للإصابة بالخرف ، ووضع استراتيجيات لإبطاء ظهور المرض".