مقاطعة نيو برونزويك تلعب ورقة المهاجرين لمواجهة تحديات الانهيار الديمغرافي

يعد الانهيار الديمغرافي أحد أهم الصعوبات التي تعيشها مقاطعة نيو برونزيك الكندية، حيث تشهد المقاطعة، إضافة إلى تحديات القطاع الصحي، ارتفاعا كبيرا في نسبة الأشخاص المتقاعدين عن العمل.

وتشير إحصاءات إلى أن الشركات في نيو برونزويك قد فقدت نحو 12 ألف موظف بين سنتي 2009 و2019. فيما تحدثت تقارير أخرى عن نقص حاد في مواطن الشغل التابعة للقطاع الصحي والاجتماعي بنحو 10 آلاف موطن شغل. وتؤكد هذه الأرقام أن هذه المقاطعة الناطقة باللغتين الفرنسية والإنجليزية تعيش على وقع تهرم سكاني كبير. وتعمل نيو برونزويك على فتح أبواب الهجرة على مصراعيها  لسد الثغرات في سوق الشغل. 

وفي هذا السياق، سجلت المقاطعة ارتفاعا هاما في أعداد المهاجرين، حيث ارتفع عدد المهاجرين من 216 مهاجر بين سنتي 2001 و2002 ليبلغ نحو 7900 مهاجر بين سنتي 2020 و2021 وفقا لوكالة "إحصائيات كندا" الحكومية. كما تحدثت الوكالة أيضا عن هجرة نحو 5400 كندي إلى نيو برونزويك قادمين من مختلف المقاطعات الكندية خاصة منها مقاطعة أونتاريو، حيث يعد هذا التدفق الهام سابقة في تاريخ المقاطعة منذ سبعينيات القرن الماضي.

الجدير بالذكر إلى أن أسباب ارتفاع نسبة المهاجرين في نيو برونزويك تعود أساسا لسياسة المقاطعة التي تستقطب عددا هاما من الطلبة الأجانب والعملة المؤقتين. وقد ساهم ذلك في ارتقاع عدد سكان المقاطعة خلال السنتين الأخيرتين ليبلغ نحو 794 ألف ساكن بعد أن كان لا يتجاوز 11 ألف نسمة 

وفي السياق ذاته، لا زالت المقاطعة تعاني مشاكل في استقطاب مهاجرين في مناطقها الريفية خاصة منها المناطق الناطقة باللغة الفرنسية. 

من جهة أخرى، تعاني المقاطعة من تراجع نسب الولادات، حيث تبلغ نسبة الولادات 1.4 طفل لكل سيدة خلال سنة 2020. ويرجح خبراء إلى أن تراجع نسب الولادات يعود أساسا إلى ارتفاع عدد النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 35 و44 سنة. في المقابل، شهدت نيو برونزويك نسبة وفيات مرتفعة بين سنتي 2020 و2021، حيث سجلت نحو 1782 حالة وفاة، وفقا لإحصائيات حكومية.

لذلك، تكتسي الهجرة أهمية كبرى لمساعدة المقاطعة على مواجهة التحديات التي فرضها التهرم السكاني واستقطاب جيل شاب من الأمهات لسد النقص في التراجع المرعب في نسب الولادات.