آخر الأخبار

الأسْوَد مهنتي للشاعر عمران علي

تقول له :

الأسود مهنتي

ولايليق بالعتمة

يقول لها؛

هو عصارة الحزن 

يتدلى كالمزامير في جوقة الوجع 

تقول :

أحب ارتداء حزنه

لأبدد الحزن

يقول لها :

كم هو نضرٌ 

يرتق القامات

ويتبوأ الملامح 

تقول :

- حسب الرواية -

لم ينسبوني إلى الجن

ولم تأخذ النار بيدي

أهتديت إلى ظل

رميت ظنوني في بدائيته

وغفوت

يقول لها :

وكيف تنامين في عروة القلق

وثمارك متاحة للمشيئة

تقول :

حين تركت الديار

نسيت أن أجلب صرّة أمنياتي

أودعتها تحت الدالية 

وتركت الباب موارباً

علّ الغريب يمر

ويفضي به العطش إلى بئرنا 

علّها جرارنا تستهويه   

البئر الذي ينادي على المارة

ينبذ ثيمات السؤال

يتماهى مع حائط الجار

ويتشابهان بالأنين

يقول :

وماذا عن الصرّة

لاتجيب

فقط ثمة عُصابة من الكتان 

تشدّ بها الرأس 

وتومئ له

 هكذا علمتني جدّتي 

وأغلقت ذاكرتها بمفتاح صدئ .