آخر الأخبار

يكفي أن تهمسي لعبد الحسين العبودي

الوحدةُ يا صَديقَتي أشَدُّ فَتْكاً من صَقيعِ يناير ، ها أنا أشْرِعُ شِغافَ قَلبي لِكَرْكَراتك القادِمة من بَعيدٍ ، وكأنَّها قدّاسُ مِيلادٍ و همهمات نُسّاكٍ وأوْرَادُ دَرَاويشٍ ، وهي تكسرُ رُتُجَ المسافاتِ ، أتلفعُ مَلاءةَ صوتكِ الدافئة ِ ، وأَغطُّ عَميقا في قَعْرِ تساؤلاتي اللّامتناهية .

وها أنا الآنَ , وَ كَما يَغْرَق المهوسونَ بالسردِ في تُخومِ الروايةِ ، كَما يَغرقُ المُتْعَبون بالوَسَنِ العَذبِ ، و العَاشِقون بأحلام يقظتهم المنتقاة ، كَما يَغرقُ الجازعونَ بفجائعهم الكبيرة ، اغرَقُ الآنَ في لُجَة همسك ، وتغمرني موجة البوح .

أنا المثقل بكل ضمائم شوقي القديم ، بنظراتي العالقة بملامحك ، كفكرة معلقة على شاخص البداهة ، بلهفتي الشاسعة كأحتمال ، بقلبي النقي كالفراغ ،برغبتي الشائكة كجدل طويل ، بيقيني الهابط من أراجيح التباساته ، بروحي العالقة في مداياتك كتلويحة وداع ، اقطفك ملامح اليانعة في شجر الروح ، 

كما يقتطف العشاق نظراتهم البلهاء في وداع مباغت.

يكفي ان تهمسي قليلا ً، لتهطل َ غيمة ُالروحِ بمطر ِ البوح ِ العذب ِ ، والقصائد ِ الصاخبة ِ والنثر ِ المجنون ِ، يكفي أن تقولي ِ: صباح الخير ، ليغمسَ مرارةَ اوقاته ِ بشهدِ صوتكِ ، يكفي ان تحدثيه ِ مساءً ، لتتنفسَ الصباحات ُ،

 وتشدو حساسينُ اللهفةِ فوق َاغضان ِ اللغة ِ ،

ان تقترحي عليه قراءةَ الطيب صالح ( لتصير دقائق ايامه مواسما للهجرة ِنحوكِ ).