آخر الأخبار

خبراء: إستراتيجية الجرعات التعزيزية لمكافحة كورونا غير واقعية

وكالات: قبل عام من الآن عندما بدأت الدول في حملات التطعيم باللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، كان يعتقد أن الجرعتين ستكون كافيتين لتوفير الحماية ضد كوفيد-19.

ولكن الآن في مواجهة متحور أوميكرون شديد العدوى بدأت الدول في منح جرعات تعزيزية ثالثة حتى للأطفال، في حين تختبر إسرائيل جرعة رابعة من اللقاح على كبار السن.

والأربعاء، وسعت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أهلية الحصول على الجرعة المعززة للمراهقين وتراجعت عن وصف أي شخص بأنه "مُلقح بالكامل" لأن الجرعتين غير كافيتين.

وتساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مستقبل حصول الناس على جرعات إضافية من اللقاحات وهل نشمر سواعدنا كل بضعة أشهر للحصول على جرعة جديدة؟

يرى علماء وأطباء أنه مهما حدث في مسار الوباء، فإن محاولة منح الناس جرعة جديدة كل بضعة أشهر فكرة ليست واقعية.

قالت اختصاصية المناعة بجامعة ييل، أكيكو إيواساكي: "ليس مألوفا أن يحصل الناس على نفس اللقاح بشكل دوري، لكنني أعتقد أن هناك طرقا أفضل من إعطاء اللقاحات كل ستة أشهر".

وأكدت إيواسكاي أن الاستراتيجيات الأخرى يمكن أن "تخرجنا من فكرة الجرعات المعززة للأبد".

وتزيد الجرعة المعززة بلا شك من مستويات الأجسام المضادة وتساعد على منع العدوى، ونتيجة لذلك قد تخفف الضغط على نظام الرعاية الصحية عن طريق إبطاء انتشار الفيروس مؤقتا.

يقول الخبراء إنه بالنظر إلى زيادة تفشي متحور أوميكرون، فإنه يجب أن يحصل الأميركيون على جرعة ثالثة خلال أسرع وقت ممكن.

وقال عالم الفيروسات بمعهد لا جولا لعلم المناعة في كاليفورنيا، شين كروتي: "حتى مع هذه الكمية من الأجسام المضادة، من الصعب جدا إيقاف الفيروس لفترة طويلة جدا". وتابع: "الأفضل أن يكون هناك لقاح ضد أوميكرون".

بدوره، قال اختصاصي المناعة بجامعة واشنطن في سانت لويس، علي اليبيدي: "ليس من المنطقي الاستمرار في التعزيز ضد سلالة اختفت بالفعل. إذا كنت ستضيف جرعة أخرى بعد الثالثة، يجب أن توفر (الحماية من) أوميكرون".

"قضية خاسرة"

في وقت سابق، أفادت شركات اللقاحات فايزر وشريكتها بيونتك، إضافة إلى موديرنا وجونسون آند جونسون، أنهم يختبرون لقاحات مصممة خصيصا للحماية من متحور أوميكرون.

وقال الخبراء إنه إذا كان الهدف هو تعزيز المناعة ضد أوميكرون أو المتغيرات المستقبلية، فإن التكتيكات الأخرى ستكون أفضل من التعزيزات المستمرة للقاح المصمم للتعرف على الفيروس الأصلي.

تقوم بعض الفرق البحثية بتطوير ما يسمى بلقاح فيروس كورونا الشامل المصمم لاستهداف أجزاء من الفيروس تتغير ببطء شديد أو قد لا تتغير على الإطلاق.

ويمكن دمج اللقاحات الحالية مع اللقاحات المعززة للأنف أو الفم، والتي تعتبر أفضل في الوقاية من العدوى؛ لأنها تغلف الأنف والأسطح المخاطية الأخرى - نقاط دخول الفيروس - بالأجسام المضادة.

ويؤدي السماح بمزيد من الوقت بين جرعات اللقاح أيضا إلى تقوية المناعة، وهو درس تعلمه العلماء في مكافحة مسببات الأمراض الأخرى.

وعارض العديد من الخبراء في البداية فكرة جرعة معززة على الإطلاق. إذ يعتقد البعض أن أنظمة اللقاح الأصلية كانت كافية لإبعاد معظم الناس عن المستشفى، وأن هذا يجب أن يكون المقياس الحقيقي لنجاح اللقاح.

وأوضح اختصاصي المناعة بجامعة روكفلر في نيويورك، ميشيل نوسينزويغ، أن الوقاية من جميع الإصابات هي قضية خاسرة، مضيفا: "في النهاية الأهم هو إبقاء الناس خارج المستشفى".

ولفت إلى أن اللقاحات نجحت في إبعاد الناس عن المستشفيات، وحدت من الأعراض الخطيرة إلى حد كبير.

ويرى بعض الخبراء أن تبني استراتيجيات أخرى غير اللقاحات للسيطرة على انتشار الفيروس قد تكون فعالة.

وفي هذا الصدد تقول عالمة الأحياء التطورية بجامعة شيكاغو، سارة كوبي، إن تحسين التهوية في المدارس سيحد من انتشار الفيروس التاجي بين الأطفال وجميع معارفهم.

من جانبها، قالت عالمة الإحصاء الحيوي بجامعة إيموري في أتلانتا، ناتالي دين، "نحن نذهب إلى مكان ما بسرعة، لكننا لا نعرف إلى أين نحن ذاهبون. أيا كان ما يخبئه المستقبل، نحتاج فقط إلى توضيح أهدافنا".