آخر الأخبار

الإنتخابات والطموح ... كونوا أنتم من أجل ممارسة حق مشروع!

أستطيع أن أختصر مفهوم الطموح بانه الحياة ، ومن لا يمتلك صفة الطموح هو عملياً إنسان جامد لا يمتلك رؤية إستخدام الحق الإنساني وعمق البصيرة ، لذلك الطموح هو طريق النجاة لكي يحقق الإنسان ذاته ولينطلق في فضاء الفكر والإبداع والمشاركة في البناء.
لكن أيضاً الطموح  يتم تعريفه في اللغة بأنّه الارتفاع حيث يُقال طَمُحَ بصر الشخص أي بمعنى ارتفع إلى أعلى، وكل ما هو مرتفع فهو طامح، وفي المعنى الإصطلاحي للطموح فهناك العديد من التعريفات لهذا المصطلح، حيث يُعرف الطموح بأنه عبارة عن ذلك الهدف الذي يريد شخص معين القيام بتحقيقه في خلال حياته وعلى جميع الأصعدة، كما يمكن تعريف الطموح بأنه ذلك المستوى الذي يريد المرء أن يقوم بالوصول إليه في حياته، حيث يقوم من خلاله بإنجاز أعماله اليومية وتحقيق أهدافه الاستراتيجية، ولا بد من الإشارة إلى أنّ الطموح يختلف بين الأفراد، وذلك من حيث الأهداف التي يسعى الفرد لتحقيقها، وكذلك من حيث الضغوطات والصعوبات التي قد يجابهها المرء للوصول إلى أهدافه الذاتية والمجتمعية.
وهنا بالإمكان ايضاً تقسيم الطموح إلى أنواع متعددة بناء على إمكانيات وقدرات الفرد أو ما يمتلكه المجتمع الذي يسعى إلى تحقيقه من مقدرات، ومن أنواع الطموح ما يلي:
أولاً: الطموح الإجتماعي وهو ذلك النوع الذي يتعلق بطموحات الجماعات والشعوب، فالشعوب المتقدمة تختلف في طموحاتها عن الشعوب الفقيرة، كما أنّ الطموح الإجتماعي قد يشير إلى طموح فئة معينة أو جيل معين من النّاس داخل المجتمع الواحد.
ثانياً: الطموح الفردي وهو ذاك الذي يتعلق بشخص معين فقط، ويختلف الطموح الفردي لدى الناس تبعاً لاختلاف أعمارهم وأهوائهم وطريقة تفكيرهم، أو حتى مجالات حياتهم المختلفة، فبعض الناس لديهم طموح إقتصادي، وبعضهم الآخر لديهم طموح سياسي أو حتى مهني، أو رياضي أو نفسي أو غيرها من الأمور الكثيرة التي يطمح الناس إليها ويسعون لتحقيقها.
لذلك أجد أن الطموح هو حق مشروع لكل فرد في المجتمع يجتهد ويكافح من أجل تحقيق الذات، وكون أننا في مرحلة إنتخابية فهذا أمر طبيعي أن نرى العديد من الوجوه الجديدة مع كل جولة إنتحابية ، حيث أن هؤلاء يمتكلون روح المبادرة التي تعد أهم مقومات الطموح التي رسموها لأنفسهم بغض النظر عما يمتلكونه من مقومات المعرفة ومتطلبات تحقيق هذا الطموح.
لكن بالمقابل هناك من يطمحون لتحطيم الآخرين والإحلال مكانهم وذلك من خلال تقزيم ما يحققونه أو ما يسعون لتحقيقه، وذلك من أجل تجيير جهود الأخرين وطاقاتهم لتحقيق طموحاتهم .
إن هؤلاء أصبحوا كثرة وهم الأكثر خطورة عندما يتعلق الأمر بالتعاطي مع الطامحين الطموحين، حيث أنهم يشرعنون رؤيتهم من خلال أفعال شريرة مبنية على الغش وخداع الآخرين من خلال إظهار ما ليس فيهم ليكونوا بذلك النظارة السوداء على عيون الناس التي تخفي قبحهم وأفعالهم غير السوية ولا تظهر إلا الجانب الجميل الذي يدعونه.
لذلك في الإنتخابات لا نستطيع قول هذا طموح فقط ولكن يجب أن يكون هذا الأمر مرتبطاً برؤية شمولية وأخلاقية واضحة وليس من خلال طرق ملتوية وخداع تخفيه وعود واهية وكلمات منمقة.
إن الإنتخابات يجب أن ترتهن للمصداقية والاختيار يجب أن يرتبط بحالة وعي وليس ينساق في إطار عاطفي يحركه الطامحين من أصحاب المصالحة الذاتية، بل يجب أن يكون هناك تقدير ووعي لتوجيه الناخب وترشيده في إطار رؤية واعية تحفظ مصالح المجتمع ولا تصب في صالح الفرد.
لذلك أجد أن أولئك الداعين لدعم هذه الجهة أو تلك على حساب الموقف العام الذي يجب أن يمتاز بالمرونة وفتح قنوات الحوار البناءة وتسخير الحالة لخدمة المصلحة العامة الدائمة وليس المؤقتة .
 لهذا السبب أجد إن من يعادي جهة معينة بسبب مواقفها المعلنة  بدون المحاولة لتغييرها والتأثير فيها يجب أن يتحمل مسؤولية موقفه هذا كفرد وليس كمجتمع طامح للعيش لكي يعيش بأمن وأمان وسلام ومنخرط في عملية بناء شاملة في ظل وحدة مجتمع  دائمة.
إن الطموح وهو حق مشروع ، يجب أن يكون دافعاً وحافزاً لفرز كفاءات مشاركة في عملية البناء ومنخرطة في كل المكونات المجتمعية والثقافية والسياسية ، من أجل خدمة مصالح المجتمع بدلاً من التأسيس لحالة تصادم أو إقصاء مستقبلية.
إن الطموح وهو حق مشروع يجب أن يُبنى على أسس علمية شاملة وواسعة ونظرة مستقبلية بعيدة وثاقبة وإستراتيجية مرنة تؤسس لأجيال قوية تستطيع أن تساهم في صناعة القرار وتشارك في عملية البناء، لا أن يكون محكوماً بنظرة قاصرة ومحصورة وتخدم لخدمة أجندات ذاتية أنية.
إن الطموح وهو حق مشروع ، يكمن في كيفية الإلتفاف حول من  لديه الكفاءة والقدرات التي تؤهله لأن يكون قائداً في المجتمع ، وتكون بوصلته موجهة لخدمة أبناء مجتمعه وأن يكون قادراً على الاستماع لهم وإيصال صوتهم بأمانة إلى صناع القرار.
أخيراً ، لا أجد كلمات أكثر مما قلت إلا كلمتين تتناثر مفاهيمها  في فضاء الإخلاق وصدق النوايا وتذهب بعيداً لتخاطب العقول وتقول لنكن نحن من الطموحين ولسنا من المطلبين المزمرين والتابعين الذين ينثرون جهدهم هنا وهناك لتضيع النتيجة بدون فائدة ولا أي تأثير ، فكونوا أنتم الذين يطمحون من أجل تحقيق مستقبل أفضل لكم ولابنائكم.. وكونوا على قدر المسؤولية لأن صوتكم أمانة !.