جزائريو مونتريال يتحركون لدعم الوطن الأم في مواجهة متحوّر ’’دلتا‘‘

وكالات:

لا يسع المُهاجر أن ينام ملء جفونه فيما الوباء يفتك بأهله في الوطن الأم. من هذا المنطلق تحركت ’’جمعية الصداقة الجزائرية في كندا‘‘ (Amicale des Algériens au Canada) لجمع تبرعات لإرسال مكثفات أكسجين إلى الوطن الأم الذي يواجه متحوّر ’’دلتا‘‘، كما أخبرتني اثنتان من أعضاء الجمعية في لقاء شعبي نهاية الأسبوع في مونتريال.

كان الجوّ عائلياً بامتياز يوم السبت في متنزّه روزمون (Parc Rosemont) في روزمون لا بوتيت باتري (Rosemont - La Petite-Patrie)، إحدى دوائر مونتريال الـ19 والواقعة في شرق وسط المدينة. نساء ورجال وأطفال لبّوا دعوة الجمعية لتمضية يوم في المتنزه بمناسبة عيد الأضحى، وإن في نهاية الأسبوع التالي للعيد. تضافرت الجهود لتقديم المشاوي والحلويات مجاناً للجميع، ودُعي الحضور للتبرع بما تيسّر من أجل شراء مكثفات أكسجين لإرسالها للوطن الأم.

"حدثُ اليوم بدأنا الإعداد له قبل نحو أربعة أسابيع. أردنا له أن يشكّل الإنطلاقة لتقديم الجمعية إلى الجالية الجزائرية وإلى المجتمع بأسره بشكل عام. لكنّ تفاقم الوضع الصحي في الجزائر مع الموجة الجديدة من الجائحة جعلنا نفكّر بالاستفادة من هذه الفرصة لنوجّه النداء لكرم الحضور للتبرع ولو بمبالغ رمزية لمساعدة أهلنا في الجزائر."

-الكندية الجزائرية سهام جبايلي، عضوة مؤسِّسة في ’’جمعية الصداقة الجزائرية في كندا‘‘

و’’جمعية الصداقة الجزائرية في كندا‘‘ مؤسسة لا تبغي الربح المادي ولا تزال في طور التأسيس، وبما أنّها لا تملك بعد حساباً مصرفياً لجأت إلى خدمة ’’غو فوند مي‘‘ (GoFundMe) للتمويل الجماعي من أجل جمع التبرعات، وتحت اسم فتيحة بن عائشة (Fatiha Benaicha)، أمينة الصندوق المقبلة في الجمعية، أخبرتني سهام جبايلي.

ويوم السبت عندما كان الناس مجتمعين في متنزه روزمون كانت حملة التبرعات التي انطلقت يوم الأحد السابق قد جمعت نحو 10.000 دولار، كما قالت لي سهام جبيلي. ومحدّثتي مهندسة معلوماتية من مواليد مدينة سطيف في شمال شرق الجزائر، هاجرت إلى مونتريال عام 2008 وتقيم حالياً في لافال، إلى الشمال مباشرة من جزيرة مونتريال، وتعمل في مجال إدارة تخطيط الإنتاج.

وبما أنّ الجهد الكهربائي في الجزائر هو 220 فولت فيما يبلغ 110 فولت في كندا، رأت الجمعية أنّ من الأنسب شراء مكثّفات أكسجين خارج كندا تعمل على 220 فولت بغية إرسالها إلى الجزائر. وتجري الجمعية اتصالات مع أربعة مورّدين صينيين للحصول على أفضل عرض ممكن في ظروف بالغة الصعوبة بسبب كثرة الطلب العالمي على هذه الأجهزة.

وتكفي التبرعات المجموعة لإرسال نحو 15 جهازاً مكثفاً للأكسجين إلى الجزائر. وتواصلت الجمعية مع القنصلية الجزائرية في مونتريال التي وصلتها بدورها بـ’’جمعية البرّ والإحسان‘‘ الخيرية في الجزائر. ووافقت هذه الأخيرة على تغطية نفقات الشحن الجوي للأجهزة، ما يعطي ’’جمعية الصداقة الجزائرية في كندا‘‘ هامشاً لشراء نحو 10 أجهزة إضافية، قالت سهام جبايلي.

ومن جهتها قالت فريدة شمّاخ، وهي عضوة جديدة في ’’جمعية الصداقة الجزائرية في كندا‘‘، إنّ مكثفات الأكسجين لن تُرسل إلى المستشفيات الجزائرية لأنّ هذه الأخيرة تعمل فوق طاقتها، بل إلى المصابين بداء ’’كوفيد - 19‘‘ الذين لا تستوجب حالتهم الصحية أن يُنقلوا إلى المستشفيات، وذلك عن طريق الجمعيات الصحية المحلية.

"المهم في الأمر هو أن يحصل الناس على الأكسجين الذي يحتاجون إليه وهم في منازلهم. وبعد أن يكون مكثِّف الأكسجين قد أدّى وظيفته لدى مريضٍ ما، يخضع الجهاز لعملية تعقيم ليرُسل إلى مريض آخر"

فريدة شمّاخ، عضوة في ’’جمعية الصداقة الجزائرية في كندا‘‘