آخر الأخبار

أوتاوا: كوابيس ونوبات غضب، فيروس كورونا يسبب الاضطراب للأطفال

أكدت مجموعة صحية مختصة في طب الأطفال، أن عددًا غير مسبوق من الأطفال، يترددون  على مكاتب الأطباء.

وفي الحقيقة،  تعرض الشباب إلى مشاكل تتعلق بالصحة العقلية، مما أدى إلى تغيبهم عن المدرسة والأصدقاء أثناء الوباء.

تقول مجموعة من أطباء الأطفال في أوتاوا، " إنهم بصدد التعامل الآن مع الشباب، الذين يعانون من مجموعة واسعة من مشكلات الصحة العقلية، على غرار  اضطرابات الأكل و الاكتئاب الشديد  الناجمة عن الوباء.

من جهتها قالت الدكتورة جين ليدل: "لم نشهد مطلقًا هذا المستوى من الأطفال المصابين بالاكتئاب الشديد والأفكار الانتحارية واضطرابات الأكل الشديدة."

إن الدكتورة ليدل من بين مجموعة من أطباء الأطفال المحليين، الذين يدقون ناقوس الخطر بشأن ارتفاع مشكلات الصحة العقلية بين الأطفال والمراهقين والشباب بصفة عامة.

ذلك ويخشى المختصين، أن الآثار النفسية للوباء يمكن أن  تستمر بعد انتهاء الأزمة الصحية.

الجدير ذكره أن  ليدل، تنتمي  إلى شبكة أطباء الأطفال في مجتمع أوتاوا، 70 طبيبًا محليًا اجتمعوا معًا في الأيام الأولى لانتشار الوباء لتبادل النصائح العملية لتأمين معدات الحماية وبروتوكولات السلامة لمواعيد المرضى.

وذكرت أنه "كان هناك انطباع أولي بأن فيروس كورونا،  لن يكون مرضًا يصيب الأطفال، كما أنه كان يُعتقد أنهم سيكونون بخير. وللأسف  لم يكن هذا صحيحًا."

لم يمض وقت طويل قبل أن يبدأ الأطباء في مشاركة مخاوفهم، بشأن مجموعة مشكلات الصحة العقلية التي كانوا يرونها بين مرضاهم.

تضاعف نوبات الغضب والكوابيس 
قال الدكتور أندريه روشوفسكي، رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى كوينزواي كارلتون: "عند الأطفال الأكبر سنًا، نشهد نموًا هائلاً في اضطرابات الأكل والقلق والاكتئاب".

 من بين المرضى الأصغر سنًا، يقول روتشوفسكي، " هناك قلق بشأن أعراض الاكتئاب لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وست سنوات، بالإضافة إلى مجموعة من التغييرات السلوكية التي تُظهر أن الأطفال لا يتأقلمون جيدًا".

قال روتشوفسكي: "ينتاب الأطفال، نوبات الغضب والقلق والذعر الليلي والكوابيس من ثلاث مرات إلى أكثر في اليوم". كما أضاف أن، " الأطفال يتصرفون كثيرًا كما لو كانوا يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة تقريبًا".

في إحدى الحالات، ذكرت والدة طفلة مستنجدة: " ابنتي ترسم صوراً لفيروسات كورونا الكبيرة وأسنانها تتغذى على الزهور. ماذا عساني أفعل؟"

هذا ويقول أطباء الأطفال، إنه "من الواضح أن الإغلاق المتكرر للمدارس، إلى جانب التعلم المطول عبر الإنترنت وعدم القدرة إلى الوصول إلى الأصدقاء والأنشطة البدنية، قد تسبب في خسائر خلال العام الماضي، والآن هناك مخاوف جديدة  من إصابة الشباب بمرض كوفيد- 19".

من جهته لمح روتشوفسكي: "أعتقد أن الشيء الأكثر لفتًا للانتباه بين كل هذا هو أننا نشهد أطفالا، كانوا يتمتعون بصحة جيدة وكان لديهم دافع طموح". ولكن أوضح الآن أن  "بعض الأطفال فقدوا بالفعل الدافع للتعلم والنجاح".

توصي شبكة أطباء الأطفال المجتمعية في أوتاوا، الآباء بمساعدة أطفالهم من خلال ترتيب مواعيد لعب، في الحدائق والملاعب مع احترام البروتوكولات الصحية. تتطلع المجموعة أيضًا إلى إدخال قرار اللقاح للشباب،  حتى يتمكنوا من استئناف حياتهم الطبيعية.

لكنه يحذر من أنه عندما يعود التعلم داخل الفصل في نهاية المطاف، يجب أن تكون هنا  برامج للصحة العقلية لمساعدة الشباب في التغيير.

من جهتها أيضا أكدت  ليدل أنه : "سنحتاج إلى موارد إضافية في المدارس، لدعم الشباب أكاديميًا، فضلا عن أهمية تهييء موارد الصحة العقلية في المدارس، وذلك للمساعدة في شفاء الأطفال ودعمهم".