نعمل في عرب كندا نيوز على أن نكون جسراً للتواصل بين أفراد الجالية العربية، ولذلك ندعم أي عمل من شأنه أن يساهم في تعريف أبنائها ببعضهم البعض ونسلط الضوء على النماذج الناجحة منهم حتى يكونوا نموذجاً ملهماً للأخرين..
نلتقي اليوم بالإعلامية المتميزة / بولا بعقليني أبو حيدر من إذاعة تشِن راديو التي تبث من العاصمة الكندية اوتاوا.
- بداية نرحب بكم أ. بولا ونشكرك على قبول الدعوة لإجراء هذا الحوار..
أنا سعيدة جداً بعمل هذا اللقاء معكم ويشرفني أن أكون ضيفتكم لألتقي مع أبناء الجالية العربية من خلال موقعكم الإعلامي المتميز عرب كندا نيوز.
أبو حيدر : عملت في إذاعة تعتبر مدرسة تخرج منها كبار الإعلاميين والإعلاميات
- تعرفنا عليكم من خلال إذاعة تشِن راديو التي تٌبث من أوتاوا ويتابعها أبناء الجالية العربية في العاصمة الكندية أوتاوا والكثيرين في الأماكن الأخرى، لذلك نود أن نعرف المزيد عن الإعلامية بولا أبو حيدر صاحبة الصوت الدافئ المميز وصاحبة المواضيع المتنوعة الهادفة والمواقف الثائرة .. أرجو منكم أن تعرفينا بنفسك أكثر؟
كنت في السنة الرابعة والأخيرة من دراستي الجامعية في العلوم السياسية والإدارية عندما بدأت عملي في إذاعة صوت لبنان بالأشرفية والتي اعتبرها مدرسة تخرج منها كبار الإعلاميين والإعلاميات وفيها حققت بداية حلمي وعشقي للميكروفون، أعددت وقدمت عدداً من البرامج المتنوعة ما بين ثقافية، اجتماعية، وفنية، كما شاركت في تقديم نشرات الأخبار.
وأعتبر نفسي محظوظة بأن انطلاقتي بدأت من هناك من لبنان البلد الأم، فقد إكتسبت خبرة مهنية وصداقات جميلة لا زالت باقية حتى اليوم..
المرحلة الثانية والتي أعتبرها رائعة في حياتي كانت تكمن في انضمامي إلى قناة المرأة العربية Heya TV في الحازمية، فكنت من الوجوه التي شاركت في الانطلاقة الأولى لها والشكر يعود إلى السيدة ماري بدين أبو سمح التي اختارتني لأطل على المشاهدين يومين في الأسبوع ببرنامج مدته ثلاث ساعات غنية بالمواضيع الموجهة للمرأة وبالضيوف، وهنا اكتشفت حبي للكاميرا إلى جانب عشقي للمايكروفون. وبعدها كانت نقطة التحول في حياتي وانتقالي مع عائلتي إلى كندا.
أبو حيدر : الهجرة صعبة خاصة إن كانت من وطن تعشقه إلى بلد يحمل أكثر من علامة إستفهام
- كيف وجدتم تجربة الهجرة والانتقال إلى كندا، خاصة وأنكم كنتم وجه إعلامي تلفزيوني بارز في أحد القنوات اللبنانية؟، هل واجهتم صعوبات في بداية رحلتكم إلى كندا وكيف تغلبتم عليها؟
من بين اصعب التجارب كانت الهجرة من وطن أعشقه بكل ما فيه من تناقضات، إلى هجرة الأهل، الأصدقاء، الأماكن، والذكريات الى بلد يحمل أكثر من علامة استفهام حول المصير المنتظر. ولكن يد الله باركتها وأمنا العذراء رافقتنا والطريق فٌتحت لنا وأمامنا ووصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من استقرار وطمأنينة وحب لهذا البلد الذي احتضننا.
- كيف تقيمين مشروع الهجرة إلى كندا بعد هذه السنوات، وهل تشجعين من لديه الطموح للأفضل أن يتخذ هذه الخطوة خاصة أن مشاعر الحنين للوطن الأم لديكم واضحة على الدوام؟
للأسف الشديد تشجيعي أو عدمه لا يقدم ولا يؤخر لان الأوضاع في عالمنا العربي كفيلة لوحدها بالدفع إلى الهجرة، وهذا هو الثمن الباهظ المكلف الذي يدفعه بلدنا الأم ، وهو خسارة أصحاب الكفاءات والعقول.
ولكن وجدانياً كإنسان محب لوطنه وعاشق لشعبه وأهله ، أتمنى لو كل إنسان يستطيع البقاء في موطنه شرط ان يعيش بكرامة وباحترام وإلا……
- مسيرتكم الإعلامية ثرية خاصة وأنكم بدأتم رحلتكم الإعلامية مع إذاعة صوت لبنان وهي تعتبر مدرسة إعلامية متميزة ومهنية تخرج منها العديد من الإعلاميين المتميزين، ماذا أضافت لكم تجربتكم الإعلامية هذه، وكيف خدمت بدايتكم الإعلامية هنا في كندا، خاصة وأنكم الأن تمثلون الصوت الأبرز في إذاعة تقدم برامج بالعربية لأبناء الجالية العربية؟، وماذا أضافت لكم هذه التجربة الإعلامية الكندية؟
كما ذكرت بدايتي كانت في صوت لبنان حيث تعلمت الكثير من احترام المهنة إلى احترام المستمع إلى تقديم النوعية إلى اكتساب الثقة بالنفس إلى أهمية الإعلام.
بعدها إنتقلت للعمل من خلال الشاشة الصغيرة وهنا الاختبار الاصعب : كيفية التعامل مع الكاميرا ومع المشاهد.. من هنا كان من السهل العمل في إذاعة Chin radio وتوظيف تجربتي وخبرتي في هذه الإذاعة الموقرة التي أعتبرها (بيتي الثاني) والمستمعين هنا هم عائلتي الكبيرة وخاصة مع الزميل المبدع جيري عبسي وهو بمثابة الأخ والصديق الغالي.
منذ ١٧ عاما وأنا اطل بشكل شبه يومي على المستمعين وهذا ما جعلني جزءاً منهم وهم جزءٌ مني وأتواصل معهم بكل حب وصدق.
- من خلال مسيرتكم الإعلامية قدمتم برامج متنوعة ، ثقافية، اجتماعية، نشرات أخبار، أين تجدين نفسك أكثر إبداعاً وتميزاً اليوم، ولماذا؟
صحيح ... عندما تحب مهنتك لا تفرق بين برنامج وآخر ولكن أميل إلى إجراء الحوارات واللقاءات لنشر المعرفة وإلقاء الضوء على أحدث المستجدات.
أبو حيدر : أنا حريصة جداً على الشفافية والمصداقية وأعتز بعامل الثقة الذي يربطني بمستمعي برامجي.
- الثقافة جانب مهم لإثراء أفكار أي إعلامي وتحفيز روح الإبداع لديه، كيف تستقين معلوماتك الثقافية، وكيف تحكمين على مصداقية المعلومة في ظل توفر المصادر المتعددة والمتضاربة؟
ليس كل من التقط المايكروفون هو إعلامي .. الميكروفون مسؤولية كبيرة تتطلب منا الوعي والحكمة والمتابعة اليومية بالإضافة إلى الثقافة وعدم التحيز، أي الموضوعية، كما يجب أن يتمتع الإعلامي بالعقلانية وعدم الانجرار وراء أي خبر أو معلومة دون التأكد من مصدرها.
لهذا السبب أنا حريصة جداً على الشفافية والمصداقية وأعتز بعامل الثقة الذي يربطني بمستمعي برامجي.
- ما رأيكم في الحركة الإعلامية في المهجر بكافة أشكالها المقروء ، المرئي ، والمسموع، وما هو المطلوب من وجهة نظركم حتى نرتقي بأدائنا الإعلامي ونقدم إعلاماً عربياً متميزاً في المهجر؟
نستطيع القول اننا بخير مقارنة بالسنين الماضية بوجود محطة إذاعية مثل Chin radio وبوجود موقع اخباري مثل موقعكم ينقل المستجدات الأمنية والسياسية والكورونية على مدار الساعة ، وهو موقع شامل ومصدر موثوق به وأنا أتابعه باستمرار.
ولكن نحن بحاجة إلى التوسع أكثر لإيصال كلمتنا وثقافتنا وحضارتنا إلى أكبر عدد من أبناء الجاليات العربية في المهجر.
أبو حيدر : على أي سيدة أن تنطلق ولو تعثرت تستجمع قواها وتتابع، ولا بد أن تصل إلى هدفها إذا كانت فعلا مؤمنة به وبذاتها.
- كسيدة عربية، وإعلامية ناجحة ، بماذا تنصحين السيدات العربيات ممن لديهن طموح وإمكانيات لكنهن لا يعرفن كيف يبدأن الخطوة الأولى؟
أولاً: الإيمان بأنفسهن ومعرفة قدراتهن حق المعرفة، وتحديد ما يردن من هذه الحياة ... والألف ميل تبدأ بخطوة..
على أي سيدة أن تنطلق ولو تعثرت تستجمع قواها وتتابع، ولا بد أن تصل إلى هدفها إذا كانت فعلا مؤمنة به وبذاتها.
أبو حيدر : لنرفع شعار، نعم للحياة لا للموت.
- من خلال عرب كندا نيوز ، ما هي الرسالة التي تود بولا أبو حيدر إيصالها لأبناء الجالية العربية في كندا؟
أولاً أود أن أشكركم لاستضافتي عبر موقعكم المحترم متمنية لكم دوام النجاح وأشكر الجالية العربية على ثقتها ووفائها لنا، وأقول لهم، معكم وبكم نستمر.
ولا بد هنا من التذكير بأهمية الالتزام بكل الإجراءات الصحية والتعليمات الحكومية حتى نبقى أصحاء في هذا الزمن وحتى نستمر…. ومعا نرفع شعار: نعم للحياة لا للموت.
ونحن بدورنا نشكرك على قبول الدعوة لهذا اللقاء ونتمنى لك المزيد من التألق ولإذاعة تشن راديو كل النجاح والتوفيق