نعمل في صحيفة عرب كندا على أن نكون جسراً للتواصل بين أفراد الجالية العربية، ولذلك ندعم أي عمل من شأنه أن يساهم في تعريف أبناء الجالية ببعضهم البعض ونسلط الضوء على النماذج الناجحة منهم حتى يكونوا حافزاً ملهماً للأخرين..
نلتقي اليوم بالدكتور علي الخلف المستشار المالي مؤسس Village Court Financial Brokerage
بداية نرحب بك د. علي ونرجو من حضرتك أن تعرفنا بنفسك؟
أعرفكم بنفسي، إسمي علي الخلف، طبيب اختصاصي بالطب الوقائي والوبائيات من جامعة بغداد عام ١٩٧٨، متقاعد حاليا.. مارست الطب في عدة دول مثل العراق، لبنان و الإمارات، ثم تقاعدت في عام ٢٠١١واستقريت كليا في كندا..تخصصت بالقطاع المالي وحالياً أزاول المهنةكمستشار مالي منذ ما يقارب ثمان سنوات وأتعامل مع عدد من شركات التأمين، الاستثمار، والبنوك، ويعمل معي فريقفي العديد من المدن الكندية، كما أعمل على تدريبهم و مساعدتهم في الحصول على الرخصة و ممارسة العمل في القطاعالمالي.
كيف وجدت تجربة الهجرة والانتقال إلى كندا، وما هي التحديات التي واجهتكم وكيف تغلبتم عليها؟
في الحقيقة تعتبر كندا من الدول المتقدمة و هناك فرص كثيرة للعمل و كذلك الاستثمار خاصة لجيل الشباب. أما بالنسبة لتجربتي في مجال الطب فقد كانت هناك تحديات أهمها عامل العمر و صعوبة معادلة الشهادة، وهذا جعلني أبحث عن بدائل أخرى و إيجاد فرصة مناسبة.. و قد توصلت إلى الحل المناسب بعد أن قررت أن أغير من طريقة تفكيري و أنظر لواقع الحياة من منظار الحياة الغربية، فكانت نتيجة ذلك أن اتجهت الى القطاع المالي و الاستثمار والذي يمثل محور الحياة على مستوى المجتمع و العالم.أماما أ مارسه حالياً فهو مساعدة الجالية في التثقيف والتوعية والاستفادةمن البرامج المالية المختلفة كالتوفير،الاستثمار، التامين، التوفير للدراسة الجامعية للأبناء، التامين، التقاعد ...الخ وكثير من الناسوخصوصا الجالية العربية تجهلها ومن ثم تؤدي الى تدهور وضعهم المالي.
من الوهلة الأولى قررت أولاً أن أتعلم وأفهم ما يدورحولي كي أستطيع إدارة أموالي وممتلكاتي بما يتوافق مع القوانين
تشرفت بحضور أكثر من محاضرة الكترونية لكم ، وقد حرصتم من خلال هذه المحاضرات على توضيح العديد من المواضيع المالية المهمة التي تهمنا جميعاً كالتقاعد وبرامج الادخارالمختلفة..الخ، حدثنا عن فكرة هذه المحاضرات كيف بدأت وما الهدف منها؟
بالنسبة للمحاضرات التي ألقيها كل يوم ثلاثاء الساعة السادسة مساء على برنامج زووم و باللغة العربية، هي الحقيقة جزء من الحملة التثقيفية والتوعوية التي باشرت شركتنا في تقديمها للمهاجرين والمواطنين في كندا في عام ٢٠١٥ بشكل مجاني وذلك لمساعدتهمفي تفهم البرامج الخاصة بإدارة الأموال وتعريفهم بفرص التوفير وطرق التخلص من الديون كي يستطيعوا إدارة أمورهم المالية بطريقة سليمة والاستفادة من هذه البرامج.
و كما هو معروف بان الثقافة الصحية هي وقاية للإنسان من التعرض للأمراض، كذلك الشيء بالنسبة للثقافة المالية فهي وقايةمن الأزمات المالية ..أما الهدف من هذه المحاضرات هو التثقيف والتوعية لاكبر شريحة من أبناء الجاليةوبشكل مبسط و مفهوم، ويتضمن هذا البرنامج التثقيفي معلومات لكل مراحل الحياة ابتداءا من برامج توفير الدراسة الجامعية للاطفال، وإلى كيفية زيادة الدخل و التخلص من الديون و تخفيض الضرائب، التوفير و الاستثمار، التخطيط للتقاعد و من ثم نقل التركة مع التعريف بأهمية كتابة الوصية.
حدثنا عن طبيعة عمل مكتبكم وما هي الخدمات التي تقدمونها لأبناء الجالية، وهل الخدمات مقتصرة فقط على المقيمين في مدينة تورونتو أم إنها تغطي كافة المدن الكندية؟
يقع مكتبي حاليا في مدينة مسسيساكا و أزاول عملي في مختلف النشاطات والبرامج المتاحة مثل التوفير، الاستثمار، التامين ...الخ من خلال تعاملي مع مختلف الشركات المالية والبنوك التي تقدم أفضل الخدمات والبرامج المالية من ناحية الاسعار، الفوائد، والامتيازات لكوني مستشاراً مستقلاً ولي الحرية في اختيار أنسب البرامج لكافة العملاء وفي كافة المدن الكندية.
لدي مبدأ في الحياة وهو عدم الاستسلام والمثول للإحباط
كثير من المهاجرين الجدد تصيبهم حالة من الإحباط نتيجة للصعوبات التي يواجهونها في البداية، كاللغة ومعادلة الشهادات والاندماج في مجتمع جديد مختلف عن المجتمعات التي أتوا منها، ماذا تقول لهم من خلال تجربتك، خاصة وأنكم من النماذج الناجحة في جاليتنا العربية؟
لدي مبدأ في الحياة وهو عدم الاستسلام والمثول للإحباط لان الله تعالى قد أعطى للإنسان قدراتهائلة لو أحسن استخدامها سيتخطى كل الصعوبات..تعلم اللغة هو التحدي الأكبر الأساسي للاندماج في المجتمع وتعلم عاداته و قوانينه ليتسنى لنا العيش بسلام وتوافق.
معظم حملة الشهادات يواجهون صعوبة في معادلة شهاداتهم لعدم توافقها مع الشهادات الكندية إضافة إلى عدم توفر الخبرة الكندية، وهناك الكثير ممن لم يوفقوا في معادلة شهاداتهم ويصابون بالإحباط نتيجة لذلك ويضطرون أحياناً للعمل في أي فرص متاحة وغير ملائمة لهم، وهذا يترتب عليه صعوبات كثيرة في تحقيق الأهداف وبالتالي يفشلون في تأمين تقاعد مريح وحياة كريمة، لذلكفقد قررت اختصار الطريق الصعب و أبدأ بتغيير مفاهيمي و عقليتي و قررت تغيير مهنتي و سلوك طريق آخر لتحقيق أهدافي المالية المستقبلية و بأقل الخسائر وبنفس الوقت تطوير نفسي و مهنتي لبناء ركيزة مالية أستطيع تركها إلى عائلتي .
معظمنا يجد صعوبة في التعامل مع النظام المالي والقوانين الكندية لأننا جئنا من دول متعددة تختلف في أنظمتها وقوانينها عن كندا، لذلك نفتقر للخبرة في هذا المجال، من خلال صحيفة عرب كندا، ما هي النصيحة التي تود أن تنصح بها أفراد الجالية العربية في المجال المالي؟
في بداية هجرتي واستقراري في كندا واجهت صعوبات في التعامل مع البنوك والضرائب والفواتير وإلى أخره من التعاملات المالية والتي تختلف تماماً عما عشناه في بلادنا، لذلك و من الوهلة الأولى قررت أولاً أن أتعلم وأفهم ما يدورحولي كي أستطيع إدارة أموالي وممتلكاتيبما يتوافق مع القوانين ، وبعد حصولي على رخصة مزاولة المهنة كمستشار مالي تمكنت من معرفة القوانين والأنظمة المالية وبالتالي قمت بنقل خبرتي للأخرين حتى لا يتعرضون لأي مشاكل مستقبلاً..لذلك أنصح أبناء الجالية بتثقيف أنفسهم في هذا المجال من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي إضافة الى حضور محاضرتي باللغة العربية والإنجليزية لتجنب الوقوع فى مشاكل مالية بسبب الجهل بالبرامج والقوانين.وأنا من هذا المنبر الكريمعلى استعداد لإعطاء الاستشارات، و من خلال الهاتف أو البريد الإلكتروني مجاناً و بدون أية رسوم، وتشجيعاً مني لأبناء الجالية أقدم لهم فرصة العمل معي في القطاع المالي والحصول على الرخصة لفهم القوانين والأنظمة المالية للاستفادة و مساعدة الآخرين لتحقيق أهدافهم وأحلامهم و بنفس الوقت الحصول على دخل إضافي.
ختاماً أقدم شكري و تقديري لك على إتاحة الفرصة لي من خلال صحيفتكم الموقرة عرب كندا لمخاطبة أبناء الجالية والتحدث عن القوانين والأنظمة المالية في كندا.
أشكرك د. عليى على هذه اللقاء المثمر الذي أتاح لنا الفرصة للتعرف على نشاطكم وتعريف الجالية بكم..تمنياتنا لكم بالمزيد من النجاح والتوفيق.
أجرت الحوار / سلوى حماد