آخر الأخبار

لمواجهة محاولة ترامب في عرقلة البيان المشترك ، ترودو أعد خطاباً في القمة الساخنة للدول السبع في العام الماضي

عد البيانات المعدة سابقاً هي الطريقة الأساسية لعرض القدرة على الريادة والاتحاد في القمم الخاصة لمجموعة الدول السبع، ولم تكن كندا على دراية بما قد يحصل من بعد.

أوتاوا- في تقرير نشرته صحيفة أوتاوا سيتززن على موقعها الإلكتروني يوم 5 أغسطس أشارت فيه إلى تصريحات المسؤول الأول عن الشأن الكندي إعداد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بياناً ختامياً في القمة الساخنة للدول السبع في العام المنصرم، وذلك لما وصفه بالبيان الإحتياطي تحسباً لقيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعاقة البيان المشترك المتفق عليه.

وكان السيناتور بيتر بويهم _وهو المعد الأساسي لترودو في تنظيم لقاء قيادات مجموعة الدول السبع في مقاطعة الكيبك _ قد وصف في صفحات إعلامية خاصة للخارجية الفرنسية عن المجهود العظيم الذي قد تم بذله في السيطرة على الاضطراب الحاد الذي سببه الرئيس الأمريكي ترامب في لقاء قيادات الدول السبع.​

وقد اعتزل بوهيم العمل عن الخدمة العامة بعد ثلاثة أشهر من انتهاء القمة، والتي انتهت بنشر الرئيس الأمريكي ترامب الإهانات عبر تغريداته في تويتر لرئيس الوزراء الكندي ترودو وعن انسحابه عن دعم البيان النهائي للقمة.

وقد قام ترودو بتعيين بوهيم في مجلس الشيوخ كعضو مستقل في سبتمبر الماضي، كشخص لديه سيرة مهنية طويلة كدبلوماسي، وقد تخللت فترات عمله بها في سفارات وشغل مناصب في مكاتب نيابة الوزير في أوتاوا.

ولم يكن خفياً في متابعات السنة الماضية للدول السبع أن الحكومة تعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تصبح قوة مؤثرة بشكل سلبي.

ومن المعتقد أن ترودو سيحضر لقاء قيادات الدول السبع المقرر انعقاده نهاية الشهر الحالي في فرنسا، ويسعى المسؤولون عنها لإنجاح هذا اللقاء بتعاون الرئيس ترامب أو من غير تعاونه.

ويسعى بوهيم في مقاله أن يناقش أهمية نجاح لقاءات مجموعة الدول السبع لمحاولة حل المشاكل العالمية بشكل متوافق بين الأعضاء، بما فيها المملكة المتحدة وألمانيا واليابان وإيطاليا.

وقد ذكر في مقاله " أن الجانب السلبي الأخطر لاستخدام هذه الطريقة في كيان مثل مجموعة الدول السبع، بوجود عضو غير متعاون بإمكانه تخريب النتائج المرجوة التي سعت وحاربت لها بقية أعضاء المجموعة".

وقد أضاف بوهيم" أنه من العادة أن البيان الختامي الذي يتم إعداده بحرص للقادة يعتبر الطريقة الأساسية لعرض القدرة على الريادة والاتحاد في القمم الخاصة لمجموعة الدول السبع. لكن كندا لم تكن تأخذ شيء على سبيل الثقة في قمة السنة الماضية.

وقال بوهيم: "وقد كان خيار القمة الكندية في تشارليفوي/كيبك  بالقيام ببذل الجهد للتفاوض على البيان من عدم القيام به"    

 

قيام الجانب الكندي بإعداد بيان احتياطي في حالة الاحتياج له.

ذكر بوهيم "وذلك بسبب الاختلافات العميقة ما بين الأمريكيين _لم يذكر بوهيم ترامب بالتحديد_ وبين الستة الدول الأخرى والاتحاد الأوروبي في قضايا متعددة". وقد ذكر بوهيم أن من ضمن تلك القضايا التغير المناخي والقوانين الدولية القائمة على قواعد والحماية التجارية والاتفاق النووي بين إيران والقوى الغربية والتي انسحب منها ترامب من حينها.

وقد تحدث بوهيم أنه من بسبب تلك الاختلافات " أن البيان قد يؤدي إلى " أقل حد من الاتفاق" والجهود التي قد لا تعني ولا ترضي الرأي العام.

وأضاف" وبالتالي، تم اتخاذ القرار على هيئة بيان وكما يبدو أنه سيكون خطة بديلة".

"كان من المتفق عليه ضمن المعدين للقمة وقد تم الموافقة عليه من قبل رئيس الوزراء ترودو كمضيف للقمة، أن الجهد المبذول لمناقشة البيان يجب أن يؤخذ، بإصدار الملخص الرئيسي الذي سيعتبر كموقف احتياطي والذي بالبحث يجب إثبات عدم جدواه بالإجماع". وقد قام الكنديون بإعداد بيان رئيسي احتياطي في حالة الاحتياج له".

وقد أفاد بوهيم بأن القادة قاموا ببذل جهود ختامية كبيرة بجانب المساعدين لهم من المعدين، بعد جولات طويلة من الجلسات،" تم الاتفاق على بيان موضوعي بالإجماع (مع انقسام متوقع في قضية التغير المناخي)".

وأضاف "تفككت الجهود بعد قيام الرئيس الأمريكي ترامب بالمغادرة باكراً وبالتغريد عبر تويتر من " إير فورس ون" بأن ترودو كان غير صادق وضعيف" بعد ما كرر رئيس الوزراء نقده لتعريفة الصلب والألمونيوم التي تفرضها الولايات المتحدة ضمن مؤتمره الصحفي. وقد أضاف ترامب أنه كان يقوم بسحب دعمه للبيان".

وذكر بوهيم في كتابته أيضاً: " الأمر الذي لحق بإصدار وثائق قمة تشارليفوي  كان من المحاولات لخرق الموافقة بالإجماع ، عبر الإعلان بتويتر لغرض التحكم بالغضب الموجه إلى الجهة المضيفة والذي كان يعد أمراً غير مسبوق، بغض النظر عن عدم الترحيب كواقعة غريبة".

وقد قال جون كيرتن الخبير بشؤون القمم لمجموعة الدول السبع في جامعة تورنتو أنه لا يتوقع ان الرئيس ترامب يوجه نفس التهديد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القمة التي ستعقد بفرنسا الشهر الحالي.

وأضاف كيرتن " بأنه لن يكون هناك إجماعاً بالرأي بشأن التغير المناخي،  لأن ماكرون كمضيف للقمة لن يوافق على خفض الدعم  لاتفاقية باريس للمناخ والتي لم يلتزم بها الرئيس ترامب". وذكر كيرتن أن الولايات المتحدة والدول السبع سيتفقوا على أن لا يتفقوا.

وتحدث كيرتن أن الرئيس الأمريكي ترامب قد يبحث عن مصلحته بشكل أكبر في القضايا الأخرى، وبهذا ستكون له سبله لمساعدته في التعامل مع الأزمة النووية لإيران وكوريا الشمالية، بالإضافة إلى الحرب التجارية التي يخوضها مع الصين.

وبالإضافة إلى ذلك، الولايات المتحدة ستدعي قيادتها لمجموعة الدول السبع في عام 2020 حسب رأي كيرتن، ويضيف " أنه استدل ببعض التقارير أن الرئيس ترامب سيعتبر استضافته للقاء في " ترامب ناشيونال دورال" منتجعاً فاخراً للعبة الجولف في ميامي".

ويتوقع كيرتن أن ترامب سيغير لقاء مجموعة الدول السبع إلى فصل الربيع، وربما حتى شهر مايو ، حتى يستطيع الحصول على الصدارة في لقاءاته مقابل الجمهوريين والديمقراطيين في انطلاقة الحملات الانتخابية الرئاسية مطلع الصيف القادم.

ويعبر كيرتن" أعتقد أن ترامب يحب أن يتم التصديق بقيادته للعالم من المنزل، وبالطبع أتوقع أنه في رأي دونالد ترامب أنها ستصبح أفضل قمة لمجموعة الدول السبع في التاريخ".

ويضيف كيرتن" أن ترامب لديه الحافز لجعل هذا الأمر ناجحاً، فأنت لا تستطيع سحق ماكرون والتوقع أنه سيجعل من استضافتك للقمة أمراً ناحجاً، لديك ذلك النوع من المعاملة في عمله من قبل".

ترجمة/ أميرة ناصر